في محاولة لمعالجة النقص الملح في اليد العاملة، يستعد النقل الطرقي في إسبانيا لإطلاق حملة توظيف واسعة النطاق تهدف إلى توظيف سائقين محترفين مغاربة.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يبتعد فيه السائقون الإسبان بشكل متزايد عن المهنة بسبب بعض التحديات .
ووفقا لتقارير من وكالة الأنباء الإسبانية ABC، يستعد القطاع لاستقبال ما يصل إلى 26 ألف سائق محترف مغربي، مما يشير إلى تحول كبير في استراتيجيات التوظيف داخل هذا القطاع.
ويعتمد القطاع الزراعي الإسباني تقليديا على العمال الموسميين المغاربة خلال مواسم الحصاد، بأعداد لا تتجاوز عادة 18 ألف عامل. ومع ذلك، فإن هذه المبادرة الجديدة تمثل خروجًا عن ممارسات التوظيف الموسمية، مع إمكانية توفير فرص عمل طويلة الأجل.
ومن المتوقع أن تجذب جاذبية الرواتب التنافسية، التي تتراوح بين 1600 إلى 2000 يورو شهريًا بناءً على الخبرة، مجموعة كبيرة من المرشحين من المغرب.
وبحسب تقرير شبكة ABC، فقد أصبحت هذه الخطوة ممكنة بفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسبانية مؤخرا والتي سمحت بتعيين سائقين وطنيين، بما في ذلك الاعتراف برخص القيادة المغربية.
وبموجب البروتوكول الجديد الموقع في فبراير، يمكن للسائقين المغاربة العمل في إسبانيا باستخدام التراخيص التي حصلوا عليها في وطنهم، مما يلغي الحاجة إلى اختبارات إضافية أو متطلبات لغوية.
وفي حين أن هذه الخطوة لاقت ترحيبا من قبل أصحاب العمل الذين يعانون من نقص العمالة، إلا أنها أثارت مخاوف بين سائقي الشاحنات الإسبان.
ويقول المنتقدون إن تدفق السائقين المغاربة يمكن أن يؤدي إلى ضغط هبوطي على الأجور وظروف العمل في الصناعة. يرى العديد من سائقي الشاحنات الإسبان أن استراتيجية التوظيف هذه تمثل تهديدًا لسبل عيشهم، حيث كانوا يأملون أن يمكّنهم النقص في العمالة من التفاوض على شروط أفضل.
وبما أن تفاصيل عملية التوظيف لم يتم الكشف عنها بعد، فإن الصناعة لا تزال منقسمة حول الآثار المترتبة على توظيف السائقين المغاربة. وفي حين أنها تعد بتلبية الاحتياجات الفورية من الموظفين، إلا أن الأسئلة لا تزال قائمة حول تأثيرها على المدى الطويل على قطاع النقل البري الإسباني.