ياسين أقطاي
مستشار الرئيس التركي
بات واضحا أن مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تتسم بالإسلاموفوبيا. في الواقع، إن مفهوم الإسلاموفوبيا في حد ذاته بات مشهورا، وهذه العبارة التي تعني الخوف من الإسلام لم تعد صعبة الفهم في وسائل الإعلام الدولية اليوم، أمام الصور المخيفة التي تعرض عن هذه الديانة، وعندما يكون الخوف هو العامل المحرك، فإنه من المفهوم أن يصبح هناك خوف من الإسلام بسبب ما يظهر على وسائل الإعلام في أنحاء العالم، حيث تبدو جغرافيا العالم الإسلامي كاملة كأنها خط من النار.
ورغم أن سبب اندلاع خط النار هو غزو الدول الغربية ومخططاتها وممارساتها الإمبريالية، فإن كل شيء يحدث داخل حدود الجغرافيا الإسلامية، والإسلام بات مخلوطا بكل هذه الأخبار حول الحروب والموت والعنف في الشاشات، وفي العالم الغربي الذي يتعرض لهذه الأخبار، بات من العادي تقريبا أن يشعر المواطن البسيط بالخوف من الإسلام.
في هذه الحالة، من الممكن أن نتفهم هذا الخوف عند الناس البسطاء؛ ولكن الحقيقة الصادمة والمؤكدة وراء كل هذه الحروب والعنف والوفيات التي تحدث في العالم الإسلامي، هي أن كل ضحايا هذا العنف هم من المسلمين. أولئك الذين ماتوا أو احترقت منازلهم أو تعرضوا للقصف، وأولئك الذين عانوا من العنف والاستبداد والتعذيب، على يد الأنظمة الدكتاتورية الانقلابية التي تحظى بدعم الدول الغربية إلى جانب الإسلامية.
أيضا، المسلمون هم الذين أجبروا على الفرار من أوطانهم بسبب الحروب بالوكالة، التي تديرها الدول الغربية فوق أراضيهم. ومن جهة أخرى، هناك من يخافون من المسلمين ويكرهونهم ويتعاملون معهم بعدائية، وهذا الأمر ليس عادلا أبدا.
في الحقيقة، ليس هناك حدود للمجازر التي تعرض لها المسلمون على يد فرنسا عبر التاريخ والآن مع إيمانويل ماكرون. والمجموعات الإرهابية التي يدعمها الرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط ترتكب عددا لا يحصى من جرائم القتل والتعذيب والتهجير والتطهير العرقي، كل يوم وحتى يومنا هذا. ورغم كل ذلك يتجرأ ماكرون على الحديث عن الإسلام المعتدل.